الموت لآجل الحق

الموت لأجل الحق
لقد عرفت البشرية الكثير من النكبات و المأسي و المذابح و المجازر سواء لاجل الأنتماء الديني أو القومي أو المذهبي و غالبية ضحايا هذه المجزرات كانوا من الابرياء مثل الشعب الآرامي (سريان, آشوريون, كلدان ) الذي أريد ان أكتب عن معاناته التي عاشها و التي لايزال متاثرا بها الى يومنا هذا .
ان هذا الشعب هو الساكن الأصلي لمنطقة مابين النهرين ( دجلة و الفرات ) او ما تدعى بميزوبوتاميا .
لقد تعرض هذا الشعب للعديد من المذابح لدرجة نسيان بعضها و أسوأ هذه المذابح كانت تلك التي تمت على يد الأكراد بتحريض من الأتراك بين الأعوام ( 1832 – 1836 ) و ( 1914 – 1916 ) الأولى تم بها قتل أكثر من خمسة ملايين آرامي و الثانية تم بها قتل ما يزيد عن 360000
سرياني و لقد تمت هذه المذابح على يد الأكراد لأن الأتراك أقنعوهم أن الآراميين كفار لأنهم مسيحيين أما هم و الأتراك فهم مؤمنون لأنهم مسلمين و على دين الحق !!!!!!
أما في 24/4/1915 فقد قتل الأتراك و الأكراد أكثر من 2 مليون أرمني و لايزال الأرمن يحتفلون بذكرى هذه المجزرة الى يومنا هذا و يطالبون تركيا بالأعتراف بها أما المجازر التي مر بها الشعب الآرامي فلا يسمع بها أحد في وسائل الأعلام .
ان المجازر المتتالية التي تمت على يد الأتراك و الأكراد أحدثت تغييراً ديموغرافياً في المنطقة فقد اصبحت الأكثرية أقلية و الأقلية أكثرية و أصبح هناك شعب كردي لا نعلم من أين أتانا و أصبح يطالب بدولة دعاها كردستان !!!!!!!!!
ان الشعب الآرامي هو شعب عريق يعيش في بلاد مابين النهرين منذ حوالي 7000 سنة و يكفي للشعب الآرامي فخراً أن السيد المسيح قد تكلم اللغة الآرامية و من يذهب الى منطقة مابين النهرين و يحفر في أي مكان لا على التعيين لابد أن يجد اما آنية آرامية أو رأس تمثال ملك آشوري أو أيقونة سريانية و هذا ان دل على شيء فانه يدل على أن الشعب الآرامي هو الساكن الأصلي لمنطقة مابين النهرين و لا نستغرب لوجود العرب في هذه المنطقة لأن الحضارة العربية و السريانية متقاربتان بشكل كبير جداً أما الأكراد فمن أين أتونا ؟!!!!!!!!!
عزيزي القارئ لقد أردت في هذا المقال توجيه الضوء على أحداث مريرة مرت على الشعب الآرامي المنهك هذا الشعب الذي تعبت السكين من عنقه و ارتوت أرض بيث نهرين بدمه.
أرجو منك عزيزي القارئ أن تتذكر في 24/4 من كل عام ذكرى مذبحة الشعب الآرامي و أنه في يوم من الأيام أبيد شعبٌ لانه كان على الحق و لم يرضى التنازل عن أيمانه و لو كلفه هذا الأمر حياته .