بيث نهرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مطالبة الاتراك و الاكراد بالاعتذار عن مذابح السريان

اذهب الى الأسفل

مطالبة الاتراك و الاكراد بالاعتذار عن مذابح السريان Empty مطالبة الاتراك و الاكراد بالاعتذار عن مذابح السريان

مُساهمة  BAHRO الأحد ديسمبر 16, 2007 2:49 pm

مطالبة الاتراك و الاكراد بالاعتذار عن مذابح السريان


تعرض الاشوريون الكلدان السريان الى إبادة عرقية ومذابح فظيعة ومروعة من قبل الاتراك بالتعاون مع الكثير من العشائر الكردية، اثر اعلان الدولة العثمانية قرارها باقتلاع الارمن من أراضيهم التاريخية في 24 نيسان 1914. صحيح أن حملات الابادة، التي وصلت ذروتها في صيف عام 1915، حملت اسم الارمن كعنوان عريض وبارز، الا ان حقيقة الامر لم تكن كذلك البتة. فمن الناحية العملية، وعلى ارض الواقع، كانت الدعوة واضحة الى ابادة كل المسيحيين في تركيا بدون التفريق او التمييز ما بين سرياني "كلدوآشوري" أو يوناني او ارمني.


وقبل هذه الحملات الدموية، تغاضى العثمانيون عن حملات التطهير العرقي التي الحقها الزعيمين الكرديين المعروفين محمد الرواندوزي وهو امير امارة سوران (1831 – 1836)، وبدرخان بك امير بوتان (1843 – 1846) بـ قرى السريان الاشوريين بمناطق هكاري وطورعبدين وزاخو ونوهدرا وسهل نينوى واربيل وغيرها. وكان من أهم نتائج حملات التطهير العرقي التي ارتكبها العثمانيون والاكراد على مر قرن كامل من الزمان، تغيير الخارطة الاثنية واللغوية والدينية لعموم اعالي الرافدين (شمالي العراق وجنوب شرقي تركيا) لصالح الاكراد. ولعل المفارقة هنا هي أن أغلبية المناطق والاراضي التاريخية السريانية أو الارمنية قد تكردت ولم تتحول الى مناطق ذات اغلبية تركية أو عربية...!؟ فحينما وقع ضحية شعارات "الجهاد" والتطرف الديني والقومي، مليون ارمني ونصف مليون شهيد سرياني كلدوآشوري، لم يتجاوز عدد الاكراد في تلك الغضون - حسب أغلبية المؤرخين والمستشرقين سوى ( (2.5مليون نسمة على ابعد تقدير في كل بلاد فارس واراضي الامبراطوريتين العثمانية والروسية!؟ فالمستفيد الأول والاخير من عملية ازاحة السريان والارمن عن مناطقهم التاريخية كان الاكراد. هذه الحقيقة التي تدعمها معطيات الواقع الجغرافي والسكاني الحالي لأعالي ما بين النهرين، كانت حقيقة غائبة أو تم تجاهلها من قبل صانعي القرار في الباب العالي سابقا وكذالك في بغداد ودمشق لاحقا! مسؤولية تركية أم كردية! تثير مسألة الابادة العرقية التي تعرض لها السريان في مطلع القرن الفائت، جدالا واسعاً ما بين السريان أنفسهم من جهة، والاكراد والاتراك من جهة أخرى، حينما يتعلق الامر بتحديد الطرف المسؤول عن تلك الحملات الدموية. فكلا الطرفين (التركي والكردي)، يرميان المسؤولية على الطرف الآخر. وهنا لا بد من توضيح نقطتين أساسيتين في هذه القضية الحساسة، علما أن المسؤولية القانونية تتحملها الدولة العثمانية التي كان عليها واجب ومسؤولية حماية مواطنيها "رعايها" من اعتداءات الاكراد وليس زيادة الطغائن وصب المزيد من الزيت على النار المشتعلة!؟

أولاً: الدور التركي: اراد الاتراك عن طريق الفرق الحميدية الدموية التي شكلها السلطان عبد الحميد (1842 – 1918)، القضاء نهائياً على غير الاتراك، وخاصة المسيحيون منهم (السكان الاصليون)، بهدف تحقيق حلم سلاطنة آل عثمان (تركيا الكبرى)، وخلق (تركيا الجديدة) خالية من الأقوام "الغريبة"، والأهم من كل هذا ضمان ديمومة السيطرة على منابع النهرين العظيمين دجلة والفرات، مما فسح المجال للاتراك، بعد مرور عقود طويلة، باستخدام ورقة المياه الرابحة ضد سوريا والعراق كلما تطلبت الحاجة!؟ وفي تلك الغضون تحالف ابناء الرافدين (السريان) - اثر اندلاع شرارة الحرب العالمية الاولى عام 1914 – مع قوات التحالف ضد العثمانيين، على أمل تحرير الارض السورية من نير العثمانيين. فكان الرد التركي على مطالب السريان السوريين بالتحرر والانعتاق هو اقتلاعهم نهائيا من اراضيهم التاريخية، وأصبح الاكراد المتحالفين مع العثمانيين أفضل اداة قاتلة بيد الباب العالي، ولو لا المساهمة الكردية في مذابح السريان لما استطاع الاتراك تطهير المنطقة من السريان!؟! وبعد ان انتصر العثمانيون في حروبهم على الشعوب المسيحية المحلية الضعيفة، تحولت المناطق والقصبات التي تكردت (منطقة الجزيرة)، من جراء المذابح، الى محور رئيسي للنزاع الذي ما زال قائما ما بين الاتراك المنتصرين على السريان والارمن، والاكراد الطامعين في نزع هذه المناطق من الاتراك لضمها الى مشروع (كردستان الكبرى)!؟

ثانيا: الدور الكردي: عندما نتحدث عن المذابح التي اقترفها الاكراد بحق السريان في اعلي ما بين النهرين، فإننا نتحدث في واقع الامر عن مذابح بدأت مع حملات التصفية العرقية التي ارتكبها محمد الرواندوزي امير سوران في عام 1831 حتى مذبحة عامودا في الجزيرة السورية التي جرت عام 1937. فخلال اكثر من مائة عام لم تتوقف المظالم والمذابح وحملات الابادة التي الحقها الاكراد بالسريان المسيحيين! والجدير ذكره، انه عندما قاما محمد الرواندوزي وبدرخان بك باقتلاع الاف السريان الاشوريين لم يكونا خاضعين للاتراك، بل كانا قد اعلانا استقلالهما، أي بمعنى اخر، كان لهما حرية القرار واستقلاله، ومن هنا نحملهما مسؤولية ذبح الاف السريان وبالتالي تكريد القرى والبلدات العراقية والسورية! أما بخصوص اشتراك الاكراد بمذابح (1914 – 1919) الى جانب العثمانيين ضد السريان، كان بهدف التخلص من السريان واقتلاعهم من مناطق هكاري وطورعبيدن والعمادية وسهل نينوى وضواحي اربيل وقرى السريان في الجزيرة السورية، لأن أجزاء من الاراضي السريانية كانت تحول دون التحاق والتحام مناطق الاكراد مع بعضها البعض. فمثلا شكل الاشوريون السريان في جبال هكاري سورا منيعا وحصينا وعقبة في طريق عملية التواصل الجغرافي والسكاني ما بين اكراد اذربيجان (مناطق اورميا وسلامس واورامر) مع المناطق التي تحولت الى كردية في جنوب شرقي تركيا. وشكلت جبال طورعبدين، التي ضمت قبل حملات التطهير العرقي اكثر من 250 الف سرياني، بقعة سريانية متراصة منعت الانتشار الكردي باتجاه الغرب نحو نهر الفرات. وكان للاكراد الى جانب الحكومة التركية دورا واضحا في طرد السريان من هذه الجبال التي أصبحت ذات اغلبية كردية بعد مذابح 1914 – 1919. وينطبق هذا الكلام على الجيوب السريانية في سهل نينوى وضواحي اربيل والقرى السريانية في الشريط الممتد من منطقة نوهدرا (دهوك) في اقصى شمال غربي العراق ونزولا الى اطراف مدينة الموصل.

وفي خضم القلاقل والفوضى التي انتشرت عقب اندلاع الحرب الكونية الاولى، استثمرت واستغلت تركيا مشاعر الاكراد الدينية، وحرضتهم على الحرب المقدسة ضد (الكفرة: السريان والارمن). ونفذت بعض الفصائل والعشائر الكردية بامانة وطيبة خاطر مخطط العثمانيين الذي تضمن التخلص نهائيا من السوريين السريان. ولم يتضامن اكراد تركيا مع العثمانيين فحسب، بل استجاب كذلك اكراد ايران والعراق لنداء الباب العالي وهو دعوة صريحة للقضاء ليس على مسيحيي تركيا فقط بل واقتلاع السريان الاشوريين من شمالي العراق الحالي وبلاد فارس. فقامت الكثير من العشائر الكردية باقتلاع السريان الكلدواشوريين في قصبات برور وزاخو والعمادية وغيرها من المناطق العراقية. وعلى سبيل المثال، يذكر الاب جوزيف نعيمة، في كتابه (ايجب ان تموت هذه الامة، طبع عام 1920)، وهو من عاين بام عينيه اثار المذابح ووثق شهادات الكثير من الضحايا، ذكر ان اكراد العراق قد اشتركوا بحملات التطهير العرقي ضد مسيحيي العراق (الكلدان) ويقول: (خلال فترة احتلال جيوش الحلفاء في شهري حزيران وتموز من عام 1919، تعرضت مقاطعتين كلدانيتين وهما العمادية وزاخو القريبتين من الموصل واللتين كانتا آمنتين نتيجة الجهود المضنية لبطريرك بابل الى هجوم القبائل الكردية التي قتلت الرجال وسلبت الممتلكات وعبثت بكل شيء ثم اختطفت النساء والفتيات..). ما عن اشتراك اكراد ايران في حملات اقتلاع المسيحيين تلبية للنداء العثماني، فقد لخصها الباحث الروسي باسيلي نيكيتين في كتابه (الكرد، ص 340 – 341) فيقول: (وخلال الحرب العالمية الأولى رفعت جميع العشائر القاطنة جنوبي بحيرة اورمية، رغم ما أقره البرلمان الايراني بشأن الحياد وعدم التدخل الى جانب أي من طرفي النزاع، راية الجهاد المقدس بتحريض المشايخ وأحيانا خلافا لرغبة رؤساء العشائر أنفسهم. ... لم تكن استجابة الكرد، رغم أنهم ليسوا مسلمين متعصبين، لنداء الجهاد الى الحرب المقدسة المعلن من قبل القسطنطينية، أقل من استجابة الترك... فالكرد حتى في ايران، تبنوا القضية التركية وشكلوا وحدات المتطوعين الأساس تحت راية الجهاد المقدس، لأنهم كانوا يرون فيه، قبل كل شيء، مناسبة سانحة لإظهار قابليتهم الحربية، على حساب المسيحيين. ليست مهمتنا هنا نقد الجهاد المقدس الذي تسنت لنا الفرصة المؤلمة لرؤيته من موقع مسؤوليتنا في القنصلية الروسية في أورمية). ويضيف الباحث نيكتين في موضع اخر (إن تعطش الرحل[1][1] الكرد للدم يفوق تعطش غيرهم من الرحل كما تثبت ذلك المذابح المتكررة للمسيحيين التي يتحدث عنها بعض الرحالة).

مواقف كردية مشرفة ! من أجل سحب البساط من تحت اقدام البعض من المغالين الاكراد الذي يبدو أنهم مستعدون للهجوم على كل من ينتقدهم نقول، اننا عندما نتحدث عن حملات التصفية العرقية التي الحقها الاتراك بابناء الرافدين من السريان الكلدان الاشوريين، والدور الكردي فيها، فإننا لا نتهم كل الاكراد، ولا كل الاتراك. ونحن ممن يقولون ان هناك الكثير من الامثلة والوقائع التي تشهد أن جموعا غفيرة من الاكراد والاتراك لم تشترك في تلك الحفلات الدموية. ويذكر نيكيتين – على سبيل المثال - في كتابه[2][2] (الكرد) عن شخصية كردية (الملا سعيد) وقفت ضد حرب الجهاد المقدسة، لكن هذه الاصوات الخيرة وللاسف الشديد، لم يكن لها المقدرة على وقف المذابح او الحد من الحملات التكريدية! يقول نيكيتن عن الملا سعيد: (كان الملا سعيد واحداً من بين الكثيرين من الكرد المثقفين، وقف دون خوف او وجل ضد صيحات الجهاد المقدس. وقد أوقف بسبب من مواقفه تلك من قبل السلطات التركية وقدم للمحاكمة لأنه أفتى بعدم شرعية نعت تلك الحرب بالجهاد المقدس. وقد قال في معرض دفاعه عن نفسه أمام المحكمة: "إنني لست مسؤولا بموجب أحكام الشريعة ولا بموجب القوانين الوضعية لأنني لم أجد في شريعتنا ما يأمر بقتل أناس أبرياء لا يؤذون أحداً. .. فإني أعتقد أن تقوى شيخ الإسلام وعلمه وكذلك عدالة الخليفة ورحمته واسعة، وهي أوسع من أن تسمح بإصدار فتوى تأمر بقتل الفقراء من الرعايا (المسيحيين النسطوريين) ونهب أموالهم، والذين لم يرفعوا منذ بداية الإسلام وحتى الان السلاح بوجه المسلمين، ولم يعلنوا حرباً ضدهم"). معاناة السريان بعد قيام الجمهورية التركية وولادة حزب العمال الكردستاني! لم تنته معاناة السريان (الكلدوآشوريون) في جنوب شرقي تركيا (جبال هكاري وطورعبدين ونصيبين وامد وماردين والرها ...) بعد توقف حملات التطهير العرقي ضدهم خلال أعوام 1914 - 1919. ولم ينعم السريان بالسلام والطمأنينة حتى بعد تحول تركيا في اذار 1924 الى دولة علمانية في عهد كمال اتاتورك، وظهور احزاب كردية معاصرة عوضاً عن الآغاوات والاقطاعيين الاكراد ؟

فتركيا لم تعترف بحملات التطهير العرقي التي اقتلعت الاف السريان من مناطقهم التاريخية، ولم تقر دستوريا بوجودهم التاريخي في أعالي ما بين النهرين. وعوضا عن ذلك قامت بتتريك أسماء أغلبية المناطق السريانية في جنوب شرقي تركيا لمحو اثار أبناء الرافدين، ومنعت تركيا تدريس لغة سوريا القديمة (السريانية) او التحدث بها، كما قامت عام 1985 بتشكيل ميليشيات تتكون من الاكراد سميت بـ (حراس القرى)، على غرار الفرق الحميدية التي شكلها السلطان عبد الحميد عام 1890 م لضرب السريان والارمن. وكان هدف تركيا واضحا من وراء تشكيل ميليشيات كردية (حراس القرى)، وهو ضرب الاكراد ببعضهم البعض من جهة، وطرد ما تبقى من السريان من جنوب شرقي تركيا من جهة أخرى. أما عندما طفا حزب العمال الكردستاني على السطح بشدة منذ أن اعلن الكفاح المسلح بوجه الحكومة التركية عام 1984، مارس هذا الحزب التحرري شتى صنوف الضغط على القرى السريانية (وكذلك الكردية) لتقدم لأعضائه ومناصريه المال والمأوى والمأكل والملبس! وعندما كان يستجيب السريان لهذه المطالب خوفا من القتل والانتقام، كانت تأتي دبابات وقطعات الاتراك العسكرية لهدم القرى السريانية واتلاف أراضيها ومحاصيلها الزراعية كعقوبة لتقديمها الدعم للمتمردين الاكراد، كما حدث في التسعينات من القرن الماضي في قرى حسانا وميدون وديرو دو صليبو وقرية دير قوبا وغيرها. والعكس صحيح، مثلما حدث في قرية بنيبيل السريانية عندما اغتال حزب العمال الكردستاني عام 1990 أربعة من خيرة رجالات القرية، بذريعة تعاونهم مع الحكومة التركية، بينما الحقيقة كانت أن هؤلاء قد وقفوا بعزم ضد الهجرة السريانية المدمرة من طورعبدين، فكانت الغاية من قتلهم هي ترويع وتخويف أهالي القرية واجبارهم على انتقاء خيار الهجرة حلاً لخلاصهم. والانكى من هذا وذاك، ان حزب الله "الكردي" قام بدوره بتصفيات جسدية مرعبة استهدف النخب السريانية المثقفة، وأناس واطفال ابرياء بحجج دينية واهية لا تمت الى الدين الاسلامي بصلة. كل هذه الخروقات والمضايقات ادت الى طرد اكثر من 150 الف سرياني من جبال طورعبدين منذ اندلاع ثورة حزب العمال الكردستاني ضد الحكومة التركية، هذا عدا الهجرة الجماعية للسريان من مدينة الرها (اورفا) التي حدثت عام 1924 بسبب الظلم التركي والكردي، حيث بنى هؤلاء المهجرين في حلب الى جانب أبناء جلدتهم السريان المسيحيين والمسلمين، حيا خاصا بالرهاويين سمي بأسمهم حتى يومنا هذا (حي السريان).
شمعون دنحو
avatar
BAHRO
Admin

المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 15/12/2007

https://beth-nahrin.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى